بيــان

You are currently viewing بيــان
في ظلِ التحدياتِ الأمنية الخطيرة التي تواجهُ العمليةِ السياسيةِ والانحدارالواضح في مستوى تحقق الامن والاستقرار، وفي ظل التهديد اليومي لحياة كل مواطن عراقي،  
 تعبر شبكة  مجموعة القرار 1325 عن إدانتها لمسلسل الاستهداف المتكرر للمواطنين الأبرياء عبر التفجيرات الإرهابية وعمليات التهجير الطائفية، و يعرب اعضاء المجموعة من منظمات غير حكومية ونشطاء مدافعون عن حقوق الانسان عن عميق القلق من استمرار هذا النوع من الهجمات وآثاره السلبية على المجتمع بصورة عامة والنساء والفتيات بصورة خاصة وما لهذه الهجمات من  تداعيات خطيرة تقوض مستقبل الأمن والسلام في العراق، وفي الوقت الذي نثمن فيه تضحيات وبسالة قوات الجيش والشرطة العراقية في مواجهة هذه الهجمات الارهابية نستغرب عدم وضوح الخطط الامنية وتراجع الجهد الاستخباري وعدم فاعلية التقنيات المستخدمة لمواجهة هذه الهجمات، رغم توافر الموارد المالية والبشرية ورغم قدرة العراق على توظيف واستقدام خبرات وطنية  يمكن ان تسهم في ايقاف القتل اليومي واستباحة الدم العراقي، كالاستفادة من منظور النساء مثلا كبانيات للسلام لا كضحايا، اذ لم تعد المواجهات العسكرية هي السبيل الوحيد لترسيخ الامن والاستقرار، بل اضحت ابعاد السلام ومرتكزاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية شأنا مجتمعيا وطنيا يتم بناءه بجهود النساء والرجال والشباب لا بالرؤى الحزبية الضيقة والمصالح الفئوية.
فالعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، والمساواة وتكافؤ الفرص هي المرتكزات الحقيقية التي يبنى عليها امن وسلام الوطن ليست صفقات الاسلحة وعسكرة المجتمع، ان الانتماء للوطن هو اولى لبنات الامن ومن غير النساء أقدر على وضع هذه اللبنة وزرع هذه القيمة في داخل كل بيت، سواء بحكم حجمها في المجتمع أو بحكم ما تتسم به من قدرات كامنة وفعلية قابلة للتفاعل والتأثر، لذلك فأن الإقصاء المقصود للمرأة وتهميش دورها وعدم إشراكها في مراكز صنع القرار أو في عمليات المفاوضات وحفظ السلام، امرأ لم يعد مقبولا  وهذا ما لاحظناه جليا في توقيع ميثاق الشرف والسلم الاجتماعي بين قادة الكتل السياسية لتسوية الخلافات السياسية  بين تلك الكتل، ورغم أن هذه الوثيقة حوت عدة نقاط مهمة في مقدمتها الحفاظ على وحدة البلاد وحرمة الدم العراقي واعتماد الحوار لحل المشكلات الا أنها تجاهلت اهمية التشاور مع مؤسسات المجتمع المدني وشهدت غياب بعض الكتل عنها ولم  تتضمن جدولاً زمنياً لحل المشاكل السياسية العالقة مما جعلها وثيقة غير واضحة المعالم، كما لم نشهد مشاركة حقيقية للنساء ضمن العملية السياسية في مؤتمر توقيع هذه الوثيقة، رغم وجود عدد محدود من النساء.
إننا في شبكة القرار 1325 نسعى لتحقيق السلم والأمن في البلاد طالبنا في وقت سابق ونستمر في التأكيد على هذه المطالب بإعطاء المرأة دور حقيقي في عملية صنع القرار وتوفير الحماية للنساء في ظل الصراعات السياسية الحالية، ونبذ الخلافات والابتعاد عن تدويل القضية العراقية لتجنب الآثار الوخيمة التي يمكن أن تصل إليه حالة الأمن في العراق، وفي الذكرى الثالثة عشر لصدور قرار مجلس الأمن ذو الرقم ١٣٢٥ لسنة ٢٠٠٠ نذكر بعثة الامم المتحدة باهمية ايلاء هذا الامر اهمية اكبر واهتماما اكثر فاعلية ونتطلع الى تبني مناهج عمل حقيقية وفعلية تتلاءم وطبيعة دورها في الاصغاء الى رؤى النساء والشباب في مختلف انحاء العراق وعدم الاقتصار على الالتقاء بشخصيات معينة تعيد انتاج الخطاب الفئوي الضيق   وختاما لابد ان نشدد على الالتزام ببنود قرار مجلس الامن 1325  لتأخذ المرأة دورها الحقيقي في عملية بناء السلام في البلاد…


شبكة  مجموعة القرار 1325
بغداد تشرين الاول 2013